أصبحت اخافها…//


برد شديد..شفاه مرتجفة..حنجرة ملتهبة

أنف مُسيل..شعر مبلول..صرخات هنا وهناك؟؟

عزم على البقاء مهما كان الجو بارد..وعزم على التصدي لكل قطرات المياه التي تهاجمنا..

وابتسامة حارة كبيرة تكسر كل ما ذكر بالأعلى من بروده//

..


لا… فما ذكر ليس مشهد من مشاهد” التايتنك”

هذا مشهد البعض منا ونحن صغار.. ” تحت المطر.. 🙂

لا يهم أرأيناه أم أحدهم شاهده فينا…!

فمنا من شاهده ,وهو في ريف المملكة..ومنا من شاهده وهو خارجها..

ولكن الجدير بالذكر أنه من المستحيل أن أحداً رآه فينا ونحن في جدة..

بالمختصر فقد كُتب علينا أن ننحصر بين تلك الخطوط والدوائر التي لا تسمح لنا بالاستمتاع بالمطر ..كثيراً

قدر ولا نعترضه….<<

أما عني..فقد كنت لا أجيد حسب الشهور كي افصل كل ثلاثة اشهر عن ما قبلها..

كي أفرق بين الفصول..وأعرف متى يأتي فصل المطر..:)

فقد كنت طفلة ..كلما أخرجت يديها من الشباك همست بإحباط قائلة “ريان تخيل ينزل مطر… 😦 ”

وكنت على هذا الحال طيلة التسع اشهر التي ما قبل فصل الشتاء الذي يسقط فيه المطر على مدينتي

أما حينما يهطل علينا المطر..نتحول أنا ومن معي من أطفال إلى الأربعين حرامي..

فنحن نرقص دون توقف وكأننا في مغارة علي بابا والذهب يتساقط علينا..

رقصات وضحكات تحت المطر لا يترجمها لنا أحد..

وكأن المطر كان يسمعنا لحنً خافتً لا يفهمه سوانا تجعلنا نرقص ونلعب دون توقف..

وأعتقد أن هذا حال جميع الأطفال لحظة المطر..

وكبرنا..وأعلم أننا حينما نكبر فنحن نمضي قدماً في تحطيم جميع تلك المخاوف ..التي كانت تتملكنا..

صغار كنا ..

وما يجعلنا نتخلى عن الرقص والاستمتاع لحظة المطر هم أمهاتنا..اللاتي يلحقن بنا

كي يقبضن علينا بالمناشف خشيت الزكام..

أما الآن..فأصبحنا

نلحق وراء كل من حولنا..كي يعودوا لبيوتهم مسرعين..خوفا عليهم..

ومن السبب..

فمناظر كثيرة في مخيلتي..لا أكاد أن أتجاهلها..

جثث ناس قد كانوا وكانوا و كانوا..

وصاروا ممددين..بمستوى إقدامنا..مغلفين بقصدير..لا نرجو مشاهدة وجوههم….

تلك الوجوه الوردية قد أصبحت زرقاء..وتلك المفاصل قد تجمدت..قطرات دماء هنا وهناك..

أعين..مغلقة واعين…….

فلان الفلاني..قد طُبع أسمه على كرت زفافه ,ولكن بعد أيام من وفاته وعروسته تنتظر..

فلانة الفلانية..لها موعد بتاريخ كذا وكذا يبعد عن وفاتها أسبوع…”قد “كان تاريخ ولادة”

الطفل فلان وصديقاه..قد كانوا يلعبون بالدرجات عند باب المنزل..قد جرفهم السيل أيضا

سناء بالغيث الداعية المعروفة..قد تشرف السيل بجرفها..

الكبيــــر المقيم “فرمان خان”منقذ الأربعة عشر..أيضا قد تشرفت الأرض على احتضانه..

وغيرهم كثيرون..قد ذهب بهم السيل..بعد المطر..

…أعذروني ..فحينما أكتب بالفصحى أتجنب الأغلاط وغيرها..فأنا مبتدأه بالكتابة..فدعوني أعبر بعاميتي

بسطرين..

“هذا كلو سار وراحوا وهم بحفض الرحمن..بس الهرجه بالرعب اللي حصل لنا..

من البحيره ..ولا الاخلاء اللي شتتنا من بيوتنا..ولا بيوتنا اللي راحت..

كلها كانت تهون عند الأعمار اللي راحت…وأنا عن نفسي ما راح اسامح..

يا “خيانة جده..

لجنة تحت الأمانة سُميت..هي من أفقدتني فرحتي بالمطر.

ليس المطر الملام فالمطر خير….

ولكن الملام..هم ذوي المشالح الغالية..والسيارات الفاخرة

هم أولئك أكلت الرشوة ..مبشرينا بشرط الساعة..

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما النبي صلى الله عليه و سلم في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي

فقال: متى الساعة ؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه و سلم يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال،

وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه قال: ( أين أراه السائل عن الساعة ؟ ) قال: ها أنا يا رسول الله،

قال: ( فإذا ضيِّعت الأمانة فانتظر الساعة )، قال: كيف إضاعتها؟ قال: ( إذا وسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) .صحيح البخاري

وهانحن ننتظر الساعة كي تقوم عليكم يا أشرار الناس

لا أعمم ولكن أخص كل من خانك يا جدة

وها أنا أقف وليس احتراما على كل مسئول مرتشي

إنما أقف كي أقول ها أنا فتاة قد أحرقتم فرحتها بالمطر كي تجندوني بخوفي منه

وكي أقول لكم أنضروا كم أنتم صغار ونحن بقامات تعلوكم يا من ضيعتم إخوانكم

ويا من تعاليتم بالمناصِب..

حملة تكريم الشهيد فرمان خان على الفيس بوك

http://www.facebook.com/group.php?gid=191720727965#!/group.php?gid=191720727965&v=wall

أما لماذا كتبت …بعد هذه الفترة منذ حدوث الكارثة..

فلأن كل ما يهطل المطر عليكي يا جدة فأنه يخبرني عن ماذا حصل..

ولن ننسى هذه الخيانة أبدا

حسبــــــــي الله ونعم الوكيل..


3 رأي حول “أصبحت اخافها…//

اترك رداً على زيـــزو إلغاء الرد